
غادرت يوم السبت آخر شاحنة تابعة لشركة "نحاس موريتانيا" (MCM)، المملوكة لشركة First Quantum Minerals الكندية، من منجم "أم اقرين" بولاية إنشيري، إيذانًا بانتهاء مرحلة استغلال دامت نحو عشرين عامًا منذ بدء الإنتاج عام 2006.
وسجّل المنجم ذروته الإنتاجية عام 2020، بإنتاج ناهز 25 ألف طن من النحاس و45 ألف أوقية من الذهب، وهو ما منح الشركة مكانة متقدمة بين كبار المصدرين عبر ميناء نواكشوط المستقل، المعروف بميناء الصداقة.
ومع إغلاق موقع الإنتاج، ستواصل الشركة استغلال المخزونات المتبقية حتى عام 2029، بالتوازي مع مباشرة إجراءات الإغلاق النهائي وتسريح العمال.
ورغم أن إنتاج موريتانيا من النحاس يظل محدودًا على المستوى العالمي – حيث لم يتجاوز 25 ألف طن سنويًا في أفضل حالاته – فإن منجم "أم اقرين" شكّل رافدًا مهمًا لقطاع التعدين الوطني، وساهم في تنويع الصادرات إلى جانب الحديد والذهب.
يأتي هذا الإغلاق في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على النحاس، باعتباره معدنًا حيويًا في الصناعات الكهربائية والطاقات المتجددة، ما يسلّط الضوء مجددًا على الاحتياطيات غير المستغلة في شمال موريتانيا، والتي باتت تثير اهتمام المستثمرين الدوليين مع تطلعهم إلى تأمين مصادر جديدة لهذا المعدن الاستراتيجي.