"الوباء الصامت" على متن الطائرات.. دراسة تحذر من خطر عالمي!

أربعاء, 08/20/2025 - 13:29

كشفت دراسة علمية حديثة أن تحليل مياه الصرف الصحي في مراحيض الطائرات يمكن أن يشكّل أداة مبتكرة لمراقبة انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية، أو ما يُعرف بـ"الوباء الصامت".

ويُتوقع أن يفتك هذا الوباء بأرواح أكثر من ضحايا السرطان بحلول عام 2050.

وأجريت الدراسة على عينات من مياه صرف المراحيض في 44 رحلة جوية دولية وصلت إلى أستراليا من تسع دول مختلفة.

وأظهر التحليل وجود 9 مسببات أمراض مقاومة للمضادات الحيوية المصنّفة عالية الخطورة، بعضها يُكتسب داخل المستشفيات ويقاوم عدة أنواع من الأدوية. كما تبيّن أن خمسا من هذه السلالات ظهرت في جميع العينات، في حين تم رصد جين خطير يمنح البكتيريا مقاومة لأدوية تعد الخيار العلاجي الأخير في 17 رحلة جوية.

ولم يُكتشف هذا الجين من قبل في شبكات الصرف الصحي الحضرية بأستراليا، ما يشير إلى أنه وصل عبر السفر الجوي الدولي.

وقال الدكتور واريش أحمد، الباحث الرئيس في الدراسة من منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO): "تلتقط مياه الصرف الصحي للطائرات البصمات الميكروبية لركاب قادمين من قارات مختلفة، ما يوفر وسيلة منخفضة التكلفة لمراقبة التهديدات الناشئة مثل مقاومة المضادات الحيوية".

وشملت الرحلات الجوية التي جرى تحليلها: 18 رحلة قادمة من الهند، و14 من المملكة المتحدة، وست رحلات من ألمانيا، إضافة إلى رحلات منفردة من فرنسا والإمارات وتركيا وجنوب إفريقيا واليابان وإندونيسيا.

وأظهرت النتائج أن الرحلات القادمة من آسيا، خاصة الهند، احتوت على مستويات أعلى من جينات مقاومة المضادات الحيوية مقارنة بالرحلات القادمة من أوروبا والمملكة المتحدة.

ويرى الباحثون أن هذه الفوارق ترتبط بتباينات في أنماط استخدام المضادات الحيوية وأنظمة الصرف الصحي والكثافة السكانية وسياسات الصحة العامة بين المناطق. كما أكدوا أن المادة الوراثية للبكتيريا تظل مستقرة في مياه الصرف حتى بعد التعرض للمطهّرات لمدة تصل إلى 24 ساعة، ما يضمن دقة التحليل.

وقالت الباحثة ياوين ليو، المشاركة في الدراسة: "يساهم السفر الدولي بشكل رئيسي في انتشار مقاومة المضادات الحيوية، وتحليل مياه صرف الطائرات يساعدنا على تتبع الجينات المقاومة قبل أن تستقر في البيئات المحلية".

وأضاف الدكتور نيكولاس أشبولت، أحد معدي الدراسة: "من المتوقع أن تتسبب مقاومة المضادات الحيوية في أكثر من 39 مليون حالة وفاة عالميا بحلول عام 2050، وهو ما يجعل تطوير أدوات مبتكرة للمراقبة أمرا ضروريا وملحا".

ويأمل الباحثون أن تتوسع هذه التجربة لتُحوّل مراحيض الطائرات إلى نظام إنذار مبكر يعزز جهود الصحة العامة عالميا في مواجهة أخطر تهديدات القرن.

نشرت الدراسة في مجلة Microbiology Spectrum.

المصدر: إندبندنت