بعد الهجرة.. إفريقيا تُغلق حُدودها أمام القادمين من أوروبا

سبت, 03/14/2020 - 10:49

اغلقت معظم الدول الافريقية حدودها الجوية والبرية أمام ما وصف بالهجرة الأروبية بعد إعلان اوروبا بؤرة لعدوى فيروس كورونا.

وقد القت الغت الرئاسة الموريتانية جميع الرحلات السياحية إلى موريتانيا .

وقد قلب وباء كورونا الموازين رأسا على عقب ، فبينما كانت البلدان الاروبية تدرب الأجهزة الأمنية والعسكرية الافريقية على كبح جماح الهجرة السرية إلى أوروبا ، اصبحت الدول الافريقية تستغل خبرة اجهزتها الامنية والعسكرية لمنع الهجرة الاوروبية للوقاية من فيروس كورونا.

وفي الوقت الذي كانت الدول الافريقية تستجدي السياح الاوروبيين أصبحت يغلق امامهم الحدود ، فسبحان الواحد الاحد ومقلب الاحوال.

وصدق ابو البقاء حين قال في رثاء الاندلس:

لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ / فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إنْسَانُ

هِيَ الأمُورُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ / مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءتْهُ أزْمَانُ

وهذهِ الدارُ لا تُبْقي على أحدٍ / ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ

يُمَزق الدهرُ حتمًا كلَّ سابغةٍ  / إذا نَبَتْ مَشرَفِيات وخَرصانُ

ويَنتَضي كلَّ سيفٍ للفناءِ ولو / كانَ ابنَ ذي يَزَنٍ والغِمدَ غِمدانُ

أينَ المُلوكُ ذوو التيجانِ من يَمنٍ/ وأينَ مِنْهُمْ أكَالِيلٌ وتِيجانُ

وأينَ ما شَادَهُ شَدَّادُ في إرمٍ / وأين ما سَاسَه في الفرس ساسانُ

وأينَ ما حازَهُ قَارُونُ من ذَهَبٍ / وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ

أتى على الكلِّ أمرٌ لا مَرَدَّ له / حتى قضوا فكأنَّ القومَ ما كانوا

وَصَارَ مَا كَانَ مِنْ مُلكٍ ومنْ مَلكٍ / كما حَكَى عَنْ خيالِ الطيفِ وَسْنانُ

دارَ الزمانُ على دارا وقاتله  / وأمَّ كسرى فما آواهُ إيوانُ

كأنَّمَا الصَّعْبُ لَم يَسهُل لهُ سببُ / يومًا وَلا مَلَكَ الدنيا سليمانُ

فجائعُ الدهرِ أنواعٌ منوعةٌ / وللزمانِ مَسَرَّاتٌ وأحزانُ

وللحوادثِ سُلوانٌ يُسَهِّلُهَا / وَمَا لِمَا حلَّ بالإسلامِ سُلوانُ

دَهَى الجزيرةَ أمْرٌ لا عزاءَ لهُ / هوى لهُ أُحدٌ وانهدَّ ثَهلانُ

أصابَها العينُ في الإسلامِ فارتزأتْ / حتّى خلتْ منهُ أقطارٌ وبلدانُ

فاسألْ بَلَنْسِيَةَ ما شأنُ مُرسيةٍ / وأينَ شاطبةٌ أمْ أينَ جيَّانُ

وأينَ قرطبةٌ دارُ العلومِ فكَمْ / مِنْ عالمٍ قَدْ سما فيها لهُ شانُ

وأين حِمصُ وما تحويهِ مِنْ نُزَهٍ / ونهرُها العذبُ فيّاضٌ وملآنُ

قواعدٌ كُنَّ أركانَ البلادِ فما / عسى البقاءُ إذا لمْ تبقَ أركانُ

تبكي الحنيفيةُ البيضاءُ مِن أسفٍ / كما بكى لفراقِ الإلفِ هَيمانُ

عَـلى دِيـارٍ مِـنَ الإِسلامِ خالِيَةٍ / قَـد أَقـفَرَتْ وَلَها بالكُفرِ عُمرانُ

حيثُ المساجدُ قدْ صارتْ كنائسُ ما  / فيهنَّ إلّا نواقيسٌ وصُلبانُ

حتى المحاريبُ تبكي وَهْيَ جامدةٌ / حتى المنابرُ تَرثي وهْيَ عِيدانُ

يا غافلاً ولهُ في الدهرِ موعظةٌ / إنْ كنتَ في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ

وماشيًا مرحًا يُلهيهِ موطنُهُ / أبَعْدَ حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ

تلك المصيبةُ أنْسَتْ ما تقدَّمها / وما لها معَ طولِ الدهرِ نِسيانُ

يا أيها الملكُ البيضاءُ رايتُهُ / أدركْ بسيفِكَ أهلَ الكُفرِ لا كانوا

يا راكبينَ عِتاقَ الخيلِ ضامرةً / كأنها في مجالِ السَّبقِ عُقبانُ

وحاملينَ سيوفَ الهندِ مُرهفةُ / كأنها في ظلامِ النَّقع نِيرانُ

وراتعينَ وراءَ البحرِ في دَعةٍ / لهمْ بأوطانهمْ عِزٌّ وسُلطانُ

أعندكم نبأٌ منْ أهلِ أندلسٍ / فقدْ سرى بحديثِ القومِ ركُبانُ

كمْ يستغيثُ بنا المستضعفونَ وهُمْ / قتلى وأسرى فما يهتزُّ إنسانُ

ما ذا التقاطعُ في الإسلامِ بينكمُ / وأنتمُ يا عبادَ الله إخوانُ

ألا نفوسٌ أبيَّاتٌ لها هممٌ / أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ

يا مَنْ لذلةِ قومٍ بعدَ عزَّتِهِم / أحالَ حالهُمُ كفرٌ وطُغيانُ

بالأمسِ كانوا ملوكًا في منازِلِهِم / واليومَ همْ في بلادِ الكفرِ عُبدانُ

فلو تراهمْ حيارى لا دليلَ لهمْ / عليهِمُ منْ ثيابِ الذلِّ ألوانُ

ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعِهِمُ / لهالَكَ الأمرُ واستهوتْكَ أحزانُ

يا رُبَّ أمٍّ وطفلٍ حِيلََ بينهمَا / كما تُفرَّقُ أرواحٌ وأبدانُ

وطفلةٍ مثلَ حسنِ الشمسِ إذْ طلعتْ / كأنما هي ياقوتٌ ومَرجانُ

يقودُها العلجُ للمكروهِ مُكرهةً / والعينُ باكيةُ والقلبُ حَيرانُ

لمِثلِ هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ / إنْ كانَ في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ