نواكشوط: مخاوف من انهيار المنظومة الصحية أمام أشرس موجة

أحد, 12/13/2020 - 11:59

شكلت شراسة الموجة الثانية من انتشار فيدوس كورونا ابرز التحديات للمنظومة الصحية في موريتانيا ، حيث تثير جدلا وتساءلات حول القدرة على التعامل مع اتساع الاصابات وخاصة الحرجة منها .

وكانت موريتانيا قد شهدت موجة غير مسبوقة منذ انتشار الجائحة عبر العام ، حيث اتخذت السلطات الاجراءات اللازمة من الجانبين الوقائي والعلاجي.

وأعلن عن إجراءات احترازية ملزمة جعلت الليل والنهار لباسا ، تم الالتزام بها رغم ما سببته من انعكاسات سلبية ، على الحياة المعيشية والحركة التجارية ومصادر تحصيل لقمة العيش .

وتم الاعلان عن صندوق للجائحة وفتح التبرعات أمام الأقلية المسيطر على المال والأعمال ، وتجاوزهم حتى وصل التبرع إلى أصحاب الرواتب المتدنية ، واخلط العمل الخيري والوطنية بالابتزاز ، وامتلأ الصندوق حتى سبل اجنحته وطار إلى السماء السابعة.

وقد طالعنا ونحن العامة ، اعلانات متزامنة عن اقتناء وزارة الصحة لجميع المستلزمات الصحية من اجهزة تنفس وفحص ، حتى قيل إن على موريتانيا ان تساعد بعد الدول المجاورة ، وتم اطلاق الحملات التحسيسية الممولة لتحسيس سكان يحاصر أغلبهم الحظر والجوع والمرض بكل اشكاله.

وامتلأت واجهات المواقع الاعلامية بنشاطات الولاة والحكام وزياراتهم الميدانية وحملات التحسيس بالإجراءات الاحترازية ، وصعد نور الادارة الاقليمية من مجمع الداخلية.

ولم ينس الاطر والمنتخبون حظهم من الدنيا ، حيث انطلقت المبادرات التي لم تتجاوز أسطر على واجهة بعض المواقع إعلامية مأجورة.

وتأتي الموجة الجديدة لتكشف قناعا من تلطخ كانت رغبة تبديد موارد الدولة تخفيه ، حيث انطلقت أصوات في معظم ولايات الداخل تطالب بأجهزة تنفس للحالات الطارئة ، وسط صمت الوزارة الوصية عن تلبية تلك الاستغاثات الضرورية.

وفي حديث متصل فقد تم تسجيل وفاة مصاب بكورونا على طريق الامل بسبب نفاد الاكسجين في سيارة الاسعاف.

ونقل مقربين من الضحية لموقع (صوت) أن سبب رفع المصاب، كان لعدم وجود جهاز تنفس للحالات الحرجة ما يتطلب رفعا إلى العاصمة التي يراد لها ان تكون هي الدولة الموريتانية.

ويفتقد مركز استطباب النعمة لأجهزة التنفس كما هو حال اجهزة الكشف الأخرى.

وشهد شاهد من أهلها

وكان مدير الصحة العمومية الدكتور سيدي ولد الزحاف قد دق ناقوس الخطر حول الوضع الحرج، موضحا أن الطاقة الاستيعابية بدأت تنفد، محذرا من انعكاسات التصاعد المسجل في الإصابات خلال الموجة الحالية من تجدد انتشار فيروس كورونا.

وطالب ولد الزحاف في حديثه مساء امس السبت خلال المؤتمر الصحفي اليومي لوزارة الصحة المواطنين بمساعدة الطواقم الطبية من خلال الالتزام بالإجراءات الوقائية خلال الفترة المقبلة حتى لا يخرج الوضع عن السيطرة على حد تعبيره.

وأضاف أن نسبة المحجوز من الأسرة حاليا تجاوز حدود 60 في المائة من الطاقة الاستيعابية الموجودة، مؤكدا أن النسبة الباقية هي فقط الاحتياطي المرصود لأية حالات قد تطرأ خلال الأيام المقبلة.

واعتبر أن هذه الوضعية تتطلب من كل فرد تأمين نفسه، راجيا تغيير هذه المعطيات من خلال تسجيل تناقص الإصابات حينما يتقيد الجميع بالتوصيات الخاصة بحماية المواطنين من التعرض للفيروس.

ومهما يكن من أمر فإن حدة الموجة الاخيرة تحتاج إلى عمل ميداني عاجل ، وواقع بين براثيم الخطر يتطلب التعامل معه بصدق ووطنية ، بعيدا عن النظريات الاستعراضية ، وحب الظهور.