انتقد النائب البرلماني عن حزب "تواصل" أحمدو ولد امباله واقع قطاع التنمية الحيوانية في موريتانيا، معتبرا أنه لا يزال يراوح مكانه رغم ما توفر له من موارد هائلة ومقدرات طبيعية كبيرة.

وقال ولد امباله، خلال جلسة برلمانية عُقدت اليوم الخميس، إنه وجّه سؤالًا شفهيًا لوزير التنمية الحيوانية حول ما وصفه بالاختلالات في القطاع، خاصة في ما يتعلق بإنتاج الألبان، معتبرا أن مزرعة "البهكة" للألبان، التي بلغت كلفة تمويلها 2 مليار و600 مليون أوقية قديمة، لا تنتج سوى من 70 إلى 100 ليتر يوميًا، في الوقت الذي تتجاوز فيه واردات البلاد من الألبان ومشتقاتها 50 مليار أوقية سنويا.

وأكد النائب أن موريتانيا لا تنتج سوى 20% فقط من احتياجاتها المحلية من الألبان، مشيرًا إلى أن المصنع الوطني الوحيد لإنتاج الألبان شبه متعطل، كما أن ولايات مثل الحوض الشرقي، التي تضم 33% من الثروة الحيوانية في البلاد، لا تحتوي سوى على ثلاثة مراكز تجميع فقط.

وأضاف ولد امباله أن الثروة الحيوانية في البلاد تُقدّر بـ 30 مليون رأس، لكن الاستفادة منها لا تزال محدودة، رغم أنها لا تحتاج، بحسب تعبيره، إلى "شركات عابرة للقارات" أو استثمارات ضخمة، بل إلى سياسات رشيدة قادرة على تحويل هذه الثروة إلى رافعة اقتصادية حقيقية.

وتطرق النائب كذلك إلى قضية اللحوم الحمراء، التي قال إنها تُهدر دون تصنيع أو قيمة مضافة، إلى جانب ملايين الجلود الخام التي لا يتم استغلالها، رغم وجود أسواق إقليمية واعدة في دول الجوار مثل المغرب، الجزائر، مالي والسنغال.

كما عبّر ولد امباله عن قلقه من غياب الرقابة على منتجات الألبان المصنعة محليًا، حيث أوضح أن 80% منها لا تخضع للفحص الصحي، وتشكل، حسب قوله، خطرًا على صحة المواطنين.

وفي ختام مداخلته، عبّر النائب عن استغرابه من التأخر في الرد على سؤاله الذي قُدّم قبل سنة وثلاثة أشهر، مؤكدًا أن واقع التنمية الحيوانية لم يشهد أي تحسن يذكر منذ ذلك الحين، متسائلًا عن غياب معاهد متخصصة، ومبررات استمرار استيراد الأعلاف في بلد غني بالمراعي والقطعان.