
شكل التحقيق البرلماني في تسيير العشرية الفارطة أبرز تجليات المشهد الحالي منذ عملية التناوب السلس، التي تم خلالها تسليم السلطة في سابقة عكست نموذجية الديمقراطية الموريتانية ، ليُحتذى بها مثالا مثاليا بين نظيراتها من دول القارة الافريقية .
لم يدرك الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في الوقت الذي يضع فيه السلطة التشريعية في يمناه ، وهو يرفض المساس بدستور البلاد ، ويسلم السلطة في حفل مهيب بهيج ، ان مناوئيه يترصدون به الدوائر ، لإزاحته من المشهد السياسي ، وإلى الأبد.
إن من أبرز ما نقم دعاة الإقصاء والتحريض على الرئيس السابق هو إصراره على البناء ، وإطلاق المشاريع العملاقة في كل منطقة من الوطن ، حتى التي لم تستفد من عقد الدولة منذ إعلانها .
ومما نقم البعض الآخر على الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ، ذكاء التحضير ، وصرامة التسيير ، وقدرة التدبير وحسن التقدير وشجاعة التقرير والحرص على المصير .
هكذا عجز المرجفون عن إلصاق تهم الفساد بالرئيس السابق ، حيث قال الشعب "لا" لم يكن فاسدا بل كان يسقي ويطعم فقد بنى وشيد ، وكان عظيما هماما قائدا شجاعا حليما ، كشف عن ما وعت غرائز الفاسدين ، فكانوا له أعداء ، وسامح المنتهكين لعرضه والمحرضين ضده ، وعفى وهو ملفوف بقماش أبيض عندما تعرض لوابل من الرصاص.. فمن لنا بمثله؟ .
لم يكتفي الرئيس بقيادة البلد بل قاد به الأمة العربية والقارة الإفريقية ، وترك بصمات تاريخية خالدة في سجل الجمهورية الاسلامية الموريتانية.
ولعل دافع الانتقام بدى جليا وسط اربع حملات تستهدف الرئيس السابق ولد عبد العزيز ، حملة تحقيق وتشويه وحملة توريط وتوجيه ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو.
كيف تُقنع شيخا مسنا في أقصى الشرق الموريتاني أن من فجر مياه بحيرة اظهر ومد أنابيبها في كل اتجاه ، كان فاسدا ؟
كيف تُقنع ربة منزل في أقصى نقطة ان الملهم الذي وفر لها حاجة اسرتها الغذائية بأسعار رمزية ، كان فاسدا؟
كيف تُقنع مناطق مازالت تقتفي أثره على مشاريع عملاق تحولت إلى واقع ، بعد أن كان من نسج الخيال ، أن الذي أصر على إطلاقها كان فاسدا؟
هيهات!!
كشف الستار عن معظم خلفية حملة التحريض والتشويه التي يتعرض لها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز فكان الانتقام والانتقاء أبرز تجلياتها .
لعلنا ونحن العامة لا نفهم كثيرا مما يدور بين الكبار ، إلا اننا نفهم أن الصراع والمنافسة ينبغي ان تكون في التنمية والانجازات الميدانية ، وليس في التخوين والاتهامات الجزافية.
موقع "صوت"