
تشهد التلفزة الموريتانية الرسمية تراجعا خطيرا وغير مسبوق، في نسبة مشاهديها وخاصة في العاصمة نواكشوط، التي يفترض أن تكون القناة الرسمية الأكثر مشاهدة فيها.
وكانت التلفزة المذكورة قد شهدت تغييرات وصفت بالمرسلة، اخذت طابعا جهويا، بدى جليا في ترتيب مصادرها البشرية، قبل أن يطفو حسه على مسطرة برامجها الباهتة .
وقد لجأت قناة الموريتانية الرسمية إلى إطلاق بثها على الموجة القصيرة "FM".
ويرى البعض أن التقنية الجديدة التي اشرف عليها وزير الثقافة، والتي تهدف إلى وقف التراجع المتسارع لقاعدة متابعيها، تعكس تخبط القناة الرسمية بعد تذيلها وأخواتها، لقائمة القنوات الأكثر مشاهدة في العاصمة نواكشوط، بسبب سخافة وتناقض خطها التحريري، ورعونة مسطرتها البرامجية وغياب المهنية والحس الإعلامي.
وكانت زحلقة التعيينات الأولى لحكومة ولد الشيخ سيديا ، قد عينت احد عمال جريدة اخبار نواكشوط المملوكة لخال السيدة الأولى الحالية، مديرا عاما للتلفزة الموريتانية.
وقد كشف الخطوة عن قناع من تلطخ حول معظم التعيينات، وسط غياب ابسط معايير الشفافية ومبدء الكفاءة وتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد.
وتعتبر التلفزة الرسمية أبرز اوكار المؤسسات العمومية التي مازالت تمارس العبودية العصرية في حق عمالها، حيث تستغل عشرات العمال دون ابسط حقوقهم كعمال تجاوزوا فترة التكوين المنصوص عليها في مدونة الشغل والاتفاقيات الجماعية.
ويطلق عليهم في القناة الرسمية (ابيجيست) بينما يطلق عليهم في مؤسسات عمومية أخرى (متعاونين).
هذا ولا يقتصر حرمان المواطنين العمال في موريتانية من حقوقهم على انتهاك قانون الشغل والاتفاقيات الجماعية والدولية التي دخلت حيز التنفيذ، بل يتجاوز ذلك إلى خرق الدستور وحق المواطنة والإنسانية.
اقرأ أيضا