الغارديان البريطانية تنشر تقريرا عن لاجئات مالي في موريتانيا

سبت, 10/18/2025 - 14:02

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرًا إنسانيًا تناول معاناة النساء الماليّات اللواتي لجأن إلى مخيم امبره شرقي موريتانيا، بعد أن أجبرتهن الحرب على ترك كل شيء خلفهن.

التقرير ركّز على قصة أمينة (اسم مستعار)، وهي امرأة خمسينية فقدت الاتصال بزوجها، الدركي الذي كان يقاتل الجماعات المسلحة في شمال مالي، ولا تعلم حتى الآن إن كان حيًا أم ميتًا. تقول أمينة: «جئنا إلى هنا بسبب الصراع، تاركين كل شيء وراءنا»، مضيفةً أن كثيرًا من النساء في المخيم فقدن أزواجهن واضطررن إلى بدء حياة جديدة من الصفر.

وتعيش أمينة اليوم مع غيرها من النساء في إطار مجموعة «فام ريسورس»، التي تقوم بحملات ميدانية داخل المخيم لمساعدة الأمهات الحوامل والتوعية بمخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي. ويضم مخيم امبره أكثر من 120 ألف لاجئ مالي، يعيشون في ظروف صعبة، في انتظار نهاية حربٍ طالت.

وأشارت الغارديان إلى أن منطقة الساحل الإفريقي الممتدة من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، تعيش منذ أكثر من عقدين على وقع العنف المستمر بسبب الجماعات المسلحة التي استغلت هشاشة الحكومات في المنطقة. كما أوضحت الصحيفة أن الفوضى التي تلت تدخل حلف الناتو في ليبيا عام 2011 ساهمت في انتشار السلاح والمرتزقة في المنطقة.

وأضاف التقرير أن الهجمات المسلحة تصاعدت في السنوات الأخيرة لتصل إلى دول خليج غينيا مثل غانا وتوغو وبنين وساحل العاج، حيث سُجّل بين عامي 2021 و2023 نحو 26 حادثًا أمنيًا شهريًا في المتوسط. وفي يناير الماضي، شنّت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة هجومًا على وحدة عسكرية في شمال بنين أسفر عن مقتل 30 جنديًا.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي في الكاميرون قوله إن وحدات من تنظيم ولاية غرب إفريقيا (ISWAP) تنشط عبر الحدود مع نيجيريا، مشيرًا إلى أن «الجهاديين بنوا قدرات تمكّنهم من مهاجمة العديد من التشكيلات العسكرية».

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، هناك اليوم أكثر من أربعة ملايين نازح في منطقة الساحل، 75% منهم داخل بلدانهم، في حين تتزايد التحركات عبر الحدود، ما يزيد الضغط على المجتمعات المضيفة التي تعاني من ضعف المساعدات الإنسانية.

وختمت الغارديان تقريرها بالإشارة إلى أن النهج الأمني في المنطقة لا يزال مجزّأ، حيث شكّلت مالي والنيجر وبوركينا فاسو رابطة دول الساحل (AES) في مواجهة الجماعات المسلحة، بينما تعمل إيكواس على تفعيل قوة إقليمية قوامها 5000 جندي.