
تلفح شمس مدينة «فصاله» الموريتانية وجه فاطمة، وهي امرأة من الطوارق تحمل طفلها الرضيع، في طابور طويل لتسجيل نفسها كلاجئة بعد أن فرت من مدينة ليري في مالي، حيث فرضت جماعات جهادية حصارًا تامًا على السكان منذ أسبوعين.
تقول فاطمة: «لم يبقَ ما نأكله، قيل لنا أن نغادر المدينة… فرحلنا». مثلها، وصل إلى موريتانيا ما بين ألفين وثلاثة آلاف شخص من ليري والمناطق المجاورة خلال أسبوعين فقط، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي وصفت الوضع بأنه أكبر تدفق للاجئين الماليين منذ أواخر عام 2023.
ويرتبط هذا النزوح المتسارع بتمدد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM)، التابعة لتنظيم القاعدة، والتي كثّفت منذ سبتمبر الماضي حصاراتها على المدن الشمالية، إلى جانب هجماتها على شاحنات الوقود القادمة إلى مالي. وأدى ذلك إلى شلل اقتصادي واسع، وانقطاع الكهرباء، وتعطيل موسم الحصاد، بل وإغلاق بعض المدارس مؤقتًا.
وقال سكان فرّوا إلى موريتانيا لوكالة فرانس برس إن المسلحين منحوا الأهالي مهلة 24 ساعة فقط لمغادرة ليري، وإن من رفض أو لم يتمكن من الفرار قُتل أو اختُطف. وأكد مسؤول محلي أن المتشددين قتلوا 14 مدنيًا خلال الأيام الأخيرة، بعد أن اختطفوا 12 شخصًا ثم أعدموهم، فيما عُثر على جثتي راعييْن آخرين بعد اختطافهما بأربعة أيام.
وأضاف أحد وجهاء البلدة أن المسلحين كانوا يتحركون بقوائم أسماء محددة، ويستهدفون أشخاصًا يُشتبه في تعاونهم مع الجيش المالي. وأوضح أن السكان أصبحوا عالقين بين وجود الجيش من جهة والجهاديين من جهة أخرى، وأن “حتى الفرار لم يعد ممكنًا الآن”.
وقد أقامت الجماعة حواجز تفتيش قرب الحدود الموريتانية والسنغالية، ما قطع طرق الإمداد الحيوية إلى مالي. وتعد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين اليوم أخطر تنظيم جهادي في منطقة الساحل، وفق نقلتها الصحافة الفرنسية عن الأمم المتحدة، حيث تموّل نفسها من خلال الضرائب والفدية مقابل الاختطاف.
عن وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)




















