لا شك أن جدول أعمالك اليومي مشحون حد الكفاية، ومن الصعوبة أن تجد وقتا للاطلاع على أحوال الناس، لكن لو سنحت لك يوما فرصة، تناسيت فيها كل ما يحيط بك، وانسللت خلسة بين حرسك وخدمك، جرب أن ترتدي دراعة عادية وأن تعتمر عمامة ، واقصد خفية محطة “توجنين”، ستكون سادس خمسة يزدحمون في هيكل متهالك لشيء صنع ذات يوم في ألمانيا – ربما قبل دخولك الجيش – على أنه سيارة..
لن تدفع أكثر من تسعة آلاف أوقية(2)فلا متاع لديك.ستنام نصف الطريق، ثم ستنغض عليك الحفر والتشققات متعة سفرك، حين تغادر مدينة كيفة متجها شرقا، وربما تكون محظوظا إن مررت بالطينطان ليلا فلا تسوءك مناظره،..